نشرت في:
الثلاثاء، 25 يونيو 2013
4:26 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
في سوريا| حرب بلا أخلاق وتحالفات بلا مبادئ !
في سوريا| حرب بلا أخلاق وتحالفات بلا مبادئ !
الثلاثاء، 25- يونيو-2013مبلقيس نيوز - لندن- ا ش ا
"في سوريا اليوم حالة غريبة وتحالفات غير مقدسة وعصية عن الفهم العقلاني الذي يضع أو يُحيل ما يجري إلى معادلة ثورة شعبية في مواجهة نظام دكتاتوري، نقول تحالفات غير مقدسة لأنها تعبر عن تقاطع مصالح أطراف خارجية يسعى كل منها لمصلحته الخاصة دون أي اعتبار لمصلحة الشعب السوري والذي نخشى أن يكون الخاسر الأكبر بعد انقشاع غبار المعارك."
كانت هذه مقدمة مقال بقلم د . إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر -غزة ـ أورده موقع (ميدل ايست اون لاين) ـ الذى يبث من لندن..
ويقول الدكتور أبراش ـ بعد هذه المقدمة :" ليس هذا دفاعا عن نظام الأسد أو عن أي نظام عربي، فمن حق الشعب السوري الأبي أن يعيش في ظل الديمقراطية وأن يضع حدا لحكم العائلة والحزب الأوحد، وليس ثمة ما يدعونا لأن نعيد سرد التاريخ الطويل من معاناة الشعب الفلسطيني على يد الأنظمة العربية بكل تلاوينها، والنظام السوري لا يخرج عن السياق. إلا أنه بعيدا عن الحسابات الخاصة حتى وإن كانت ذات بعد وطني فإن ما يجري في سوريا يدفعنا للنظر في الأمر ضمن رؤية قومية إستراتيجية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار مصلحة سوريا الدولة والمجتمع والتاريخ كما تأخذ بعين الاعتبار المصلحة القومية العربية أو المشروع القومي الوحدوي العربي الغائب عما يجري في المنطقة، إن لم يكن المستَهدَف بما يجري.
وما يجري من حرب في وعلى سوريا يجعلنا نستحضر ما جرى مع العراق وصدام حسين حيث تم توجيه نفس الاتهامات التي توجه اليوم للنظام السوري، وقد رأينا انكشاف زيف كل التهم الموجهة لصدام حسين، ورأينا ما آلت إليه الأمور في العراق وفي كل العالم العربي بعد حرب الخليج الثانية ثم تدمير العراق واحتلاله عام 2003.
ويواصل الكاتب:"وإن كان يجوز وصف الأيام الأولى للحراك الشعبي الشبابي في كل من تونس ومصر نهاية 2010 ومطلع 2011 بالثورات، فإن ما جرى بعد ذلك، وخصوصا مع التدخل الغربي العسكري في ليبيا ثم ما يجري اليوم في سوريا، بعيد كل البعد عن الثورة الشعبية بما هي تحرك ذاتي يعبر عن الإرادة الشعبية الحرة لإسقاط نظام دكتاتوري لإحلال نظام ديمقراطي بدلا منه، وبعيد كل البعد عما يوحي به مصطلح "الربيع العربي"، فلا هو بربيع بما توحي الكلمة من تفتح وازدهار وأمل وحب وتغيير إلى الأفضل، ولا هو بعربي حيث عناصر التدخل الخارجية أكثر حضورا من حضور الشعب، وحيث البعد الإسلامي المتطرف يُغيب البعد القومي بل والوطني أيضا.
وفي سوريا تتقاتل وتتواجه تحالفات غير مقدسة وغريبة من نوعها. فتحالفات النظام السوري – إيران، حزب الله، روسيا الاتحادية والصين – مفهومة نسبيا حيث تقوم على أساس الروابط العقائدية والأيديولوجية والسياسية بالنسبة للطرفين الأولين، وعلى المصالح الاقتصادية والإستراتيجية بالنسبة لروسيا والصين.