نشرت في:
الخميس، 13 فبراير 2014
4:39 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
بانوراما الشرق الاوسط | في البدء كان اليمن
بانوراما الشرق الاوسط | في البدء كان اليمن
الخميس، 13-فبرير-2014
بقلم /
ميلاد عمر المزوغي
يقال والعهدة على كتب التاريخ بأن الموطن الرئيس للعرب بلاد اليمن, ومنه انتشروا على دفعات في كافة انحاء العالم, مرورا بساحل شرق المتوسط ودول شمال افريقيا والقرن الافريقي واليوم يتواجدون في كل بقاع الارض, بفضل بعض القادة العرب اصبحت اللغة العربية احدى اللغات الرسمية المعترف بها بالأمم المتحدة ويتحدث بها اكثر من نصف مليار نسمة.
منذ بضعة اشهر, نشرت احدى الصحف الغربية عن خطط لتمزيق الدول العربية وتحويلها الى كيانات قزميه,ذاك ما يصبوا اليه الغرب ويسعون جاهدين في تطبيقه, وللأسف بإيادِ عربية اقل ما يقال عنها انها تعمل لصالح اعداء الامة وينصبوا من انفسهم حكاما وأمراء علينا, ليستمر مسلسل القتل والتدمير وسرقة مقدرات الامة.
لقد اثلج عبد الناصر صدورنا عندما حقق الوحدة بين مصر وسوريا ولكنها لم تستمر طويلا بفعل الرجعية العربية,انتشونا بوحدة شطري اليمن رغم اختلاف النظامين السياسيين بهما, والشكر موصول للقادة الجنوبيون الذين ضحوا بمناصبهم في سبيل الوحدة, لم تحقق الوحدة شيئا لجمهور اليمن ولم تتحسن احواله المعيشية بل اصبح وكرا لتنظيم القاعدة الذي ترعاه امريكا ودول الغرب لكي لا يذوق اليمنيون طعم الراحة,دخل اليمن في دوامة “مسلسل” الربيع العربي بتدبير غربي وتمويل خليجي وبإخراج تركي, فلم ينتهي المسلسل, وحلقاته لا تزال مستمرة وآخرها خبرا مفاده : ” اعتمدت اللجنة المكلفة بتحديد الأقاليم في الدولة اليمنية الاتحادية التي تقرر إنشاؤها في الحوار الوطني، صيغة من ستة أقاليم، اثنين في الجنوب وأربعة في الشمال”. اي ان اليمن سيصبح ستة كيانات قد تكون مستقلة في اية لحظه.
يدخل اليمنيون في معارك حقيقة, فالجنوبيون يعتبرونه تحايلا على استقلالهم الذي ضحوا منه اجله ويلعنون ذلك اليوم الذي فضلوا فيه الوحدة على مصالحهم الشخصية فـ” بلدهم” الجنوبي اصبح كيانان بدلا من كيان واحد,الحوثيون في الشمال يسعون الى ضم المزيد من الاراضي المجاورة لهم ايمانا منهم بأن اي اقليم سيصبح دولة وينال اعتراف الغرب به ومن ثم التعامل معه ككيان مستقل له حرمته.
هذا هو حال العرب فلو استثنينا صدر الاسلام والعهدين الاموي والعباسي فإن العرب لم تقم لهم قائمة بل كانوا عبيدا لغيرهم على مر العصور, فعلى الرغم من توسطهم العالم إلا انهم لم يستفيدوا من موقعهم الجغرافي ومن تجارب الغير بل ظلوا مجتمعا استهلاكيا وسوقا رائجا لكافة انواع الاسلحة وحقل تجارب اسلحة الغير المتطورة الفتاكة, خاصة ما تشهده منطقتنا من اعمال عنف واقتتال بين مكونات الأمة.
هل كتب على العرب التيه؟ هل كتب عليهم البقاء دمى يلهى بها متى شاء الذين ارتموا في احضانهم عن طيب خاطر؟,العرب اليوم محاطون بأمم استطاعت ان تجد لنفسها مكانا بين الامم المتصارعة,لننظر شرقا الى ايران وما حققته من انجازات بالمجالات المختلفة في اربعة عقود من قيام الثورة رغم العقوبات المستديمة الاخذة في الازدياد, لنلتفت شمالا الى تركيا وما حققته من انجازات اقتصادية استطاعت من خلالها رفع مستوى معيشة سكانها.لم تعد القدس تهمنا بل صرنا ابناء عمومة لبني صهيون سبب مشاكلنا, وغدا قد يعودون الى المدينة المنورة حيث كان يقيم اجدادهم ويستولون على الارض وينتهكون المقدسات.
انها الخطوة الاولى نحو تقسيم البلاد العربية, في البدء كان اليمن السعيد موطن العرب, وبدونه لن يكون للعرب وطن, سيطردون من الاماكن التي حلّوا بها, فأين المفر,سؤال لن يجيب عنه إلا من قلبه على الامة فهؤلاء لن يخذلوا امتهم.
خاص بانوراما الشرق الاوسط