نشرت في:
الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013
5:58 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
هل تجاوزت سورية خطر التعرض لضربة عسكرية من الولايات المتحدة؟
هل تجاوزت سورية خطر التعرض لضربة عسكرية من الولايات المتحدة؟
الثلاثاء, 03-سبتمر-2013
بلقيس نيوز ـ أجرى الحوار: نواف ابراهيم
حوار مع مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية الدكتور بسام أبو عبد الله.
نص الحوار :
سؤال: مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية الدكتور بسام أبو عبد الله أهلا ومرحبا بكم، الولايات المتحدة الأمريكية لم تتجرأ على ضرب سوريا كما وعدت، وأوباما تلكأ وتلبك وإلى ما هنالك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح تصريحات دبلوماسية مع ابتسامة في الكثير من التهديد إن صح التعبير والمعارضة ذهبت إلى هنا وهناك ولم تعد ترى في أي طريق تتجه، كيف تعلق على كل ما يجري؟
جواب: دعني أقول أولا أن هذه الصفعة كبيرة لهذا المحور الأمريكي الغربي أولا، وهذه الصفعة أتت طبعا لاعتبارات كثيرة، وأن قادة الولايات المتحدة ما زالوا يعتقدون أنهم في ثمانينيات القرن الماضي، فالعالم تغير ولم يعد بإمكانهم أن يمارسوا العربدة الأمريكية وأن يضربوا ويعاقبوا كما قال جون كيري والرئيس أوباما كما يريدون دون أخذ رأي قوى أصبحت قوية وموجودة على الساحة الدولية وهي قوى منافسة ولكن قوى محترمة أيضا، إما أن تحترم أمريكا القانون الدولي أو لا، وايضا هذا عكس صعودهذا المحور القوي الآن على صعيد منطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيد العالمي والذي هو محور كان واضحا دخل في هذا الاشتياك الكبير على الأرض السورية والذي هو محور حزب الله وسوريا وايران وجزئيا العراق وامتداده طبعا إلى روسيا والصين وهذه القوى الصاعدة في العالم التي تريد أن تبني منظومة علاقات دولية تقوم على احترام القانون الدولي والانتهاء من عصر الأحادية القطبية، وأعتقد أن هذه الحالة حالة التهديد بالهجوم على سوريا كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد كما كانت، وهي إحدى القوى العظمى التي تشاركها قوى أخرى، أي أنها لم تعد القوة الوحيدة، والأحادية القطبية انتهت بشكل نهائي وأعتقد أن توازن القوى والتصريحات التي صدرت ودراسة الأمريكيين لحجم واقع القوى على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الإقليمي فرمل كثيرا هذه الاندفاعات التي كانت قائمة وكأن أمريكا تعيش في عصر السبعينيات، وهذا العصر انتهى وبالتالي روسيا تعاملت بقوة كبيرة مع هذا الموضوع وظهر بأن القدرات الروسية أصبحت حقيقية على الأرض وترسم مستقبل المنطقة والعالم.
سؤال: دكتور بسام نحن نعلم أن لدى سوريا أوراقا ذهبية كبيرة جدا للتفاوض ولإحراج الكثير من الدول الغربية والدول العربية ومنها قطر والسعودية ودول أخرى، وهناك من تحدث عن وثائق وتحقيقات مع ضباط قطريين وضباط سعوديين ممن سلحوا وأعطوا السلاح الكيميائي، فلماذا سوريا لم تستخدم هذه الأوراق وخاصة على أبواب التهديدات، هل لهذه الدرجة كانت سوريا مطمئنة بالفعل ومستعدة لتلق الضربة والرد المباشر كما وعد الكثير من المسؤولين ونحن رأينا وشاهدنا تقارير إعلامية واسعة وهائلة عن الشعب السوري الذي يعيش حياته على شواطئ البحر وفي الأسواق وفي دمشق، فما كل هذا الهدوء لدى الشعب، حيث يجب أن يهرع ويخاف؟
جواب: دعني أقول أنه نشأ بعد سنتين ونصف من هذه الحرب العالمية على سوريا والحرب القذرة التي يمكن أن نسميها التي استخدمت فيها كل الأدوات، وبعض الخبراء الروس قالوا أنها من اقذر الحروب التي شنت على شعب حتى من قبل الحرب العالمية الأولى بنوعيتها، ولم يبق أداة إلا واستخدموها، فالشعب ازداد صلابة نتيجة آلاف الشهداء، والجيش ازداد قوة وتمسكا وهناك تحالف أصبح واضحا، وهناك علاقة عضوية بين القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري الذي رأى الطرف الآخر والذي رأى العدوان الحقيقي، وبالتالي سوريا كانت واثقة من نفسها وحتى موسكو عبرت بلسان سيرغي لافروف عن أن نحن لن نكون طرفا في هذه الحرب، والمعنى هنا ليس أن روسيا ليست طرفا داعما لسوريا، إنما أن الولايات المتحدة وواشنطن ستواجه دمشق في هذه الحالة وفي كلتا الحالتين فإن قوى عظمى مثل الولايات المتحدة سوف تهزم سواء ضربت أو لم تضرب، والرد الذي ستتلقاه، وفي كلتا الحالتين فالرئيس أوباما أصبح محرجا والولايات المتحدة أصبحت محرجة، ولهذا يوجد لدينا ثقة بالنفس كبيرة، ونحن أولا في أرضنا وفي بلدنا ولم نعتد على أحد ولكن نحن ندافع عن نفسنا وهذا حق طبيعي لكل شعوب الأرض.
سؤال: دكتو بسام هل سوريا ما تزال على مفترق طرق أم أنها تتجه في طريق حددته انتصارات الجيش والسياسة والدبلوماسية السورية بدعم الحلفاء الروس والصينيين وايران والمقاومة وطبعا في الداخل الشعب والجيش؟
جواب: أنا أعتقد أنها معالم النصر وهذا تحول مفصلي لأنه الآن نحن أمام الأصيل، أي عندما تدخل الولايات المتحدة الأمريكية المعركة هذا يعني أن الأدوات الإقليمية والداخلية فشلت في تحقيق إنجاز استراتيجي يعول عليه ولهذا طلب الأمريكان تأجيل جنيف-2 لأنهم لا يستطيعون الدخول في حرب لأن وقتهم ضيق ويريدون الانسحاب من أفغانستان بداية عام 2014. أنا بتقديري هذا مؤشر لانكشاف الأوراق وحتى ورقة التوت لم تبق على هذا الموضوع، وسقطت كلها واتضح للجميع أن الأمريكان لم يتحدثوا عن الشعب السوري، بل يتحدثوا عن أمن اسرائيل والنفط وهذا ما تحدث عنه جون كيري والرئيس أوباما وهذا ما يقلقهم بالنسبة للمستقبل، ولذلك أؤلئك الذين راهنوا على أن المشروع الأمريكي حيث سقط هذا المشروع وأثبت محور المقاومة والممانعة وامتدادته مع روسيا والصين والقوى الصاعدة في العالم أنه محور قوي جدا من الناحية الاقتصادية ومن الناحية العسكرية وأن لديهم الأوراق الكثيرة كي يهزم هذا المشروع بشكل كامل في المنطقة، لذلك عندما احتدم هذا الهجوم على سوريا بدا واضحا أن هناك ما يمكن أن نسميه توازن قوى مرعب لا بل بالعكس يمكن القول أن هذا المحور يمتلك من الأدوات ما يجعل من أمن اسرائيل خبر بعد عين ولذلك هم كل هذه الحسابات دخلت ضمن إطار حساباتهم وهذا الأمر جعلهم يتراجعوا، وكان مفاجئا القرار البريطاني، حتى الرئيس بوتين عبر عن دهشته من قرار البرلمان البريطاني. وتبين لي أن هناك ما يمكن أن نقول إن الشعوب أيضا ملت من قضية الحروب وهناك أزمة اقتصادية عميقة في أوروبا وفي الولايات المتحدة، وبالتالي حتى الشعوب لم تعد داعمة بهذا الشكل وخاصة أن نماذج الولايات المتحدة الأمريكية من الحروب هي نماذج مدمرة على نفسها وعلى الآخرين، فلا حرب العراق ولا الحرب على ليبيا هي نماذج تدمير لدول ومجتمعات بكاملها، وبالتالي هذا الأمر جعل أيضا الشعوب التي تدفع من جيوبها أيضا، والقضية ليست قضية لعبة بل هي انعكاس لتطورات داخلية، والآن لاحظ أن الرئيس أوباما يطلب رأي الكونغرس والفرنسيون أيضا قالوا نحن سنذهب إلى البرلمان الفرنسي ولذلك أنا بتقديري العالم يتحول تحولا كبيرا وحتى داخل أمريكا هناك من يتحدث عن تشريع يقيد سلطات الرئيس في حرب قبل العودة إلى الكونغرس وبما يهدد الأمن القومي الأمريكي، وزمن أن أمريكا شرطي العالم والتنظير على العالم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كشف بشكل فاضح وأمريكا ليست أصلا نموذجا لا للحرية ولا للديمقراطية ولا لحقوق الإنسان ونحن في تحول استراتيجي وتاريخي سواء في المنطقة والعالم وهذا التحول بدأ ينضج من خلال الحرب على سوريا سنراه في المراحل القادمة وهذا انعكس على موازين القوى سواء الاقتصادية أو حتى العسكرية على الأرض لأنه أي تحول يحتاج إلى نوازين قوى اقتصادية وعسكرية، والقوى الصاعدة في العالم في حالة الحرب على سوريا أثبتت أنها قوية وقوية جدا، والروس عملوا عبر خط دبلوماسي قوي مكثف مع الايرانيين ومع الصينيين من جهة خلفية وهذا ما أدى إلى الفرملة، وبالإضافة إلى استخدام القوة بالإضافة الدبلوماسية.