نشرت في:
الاثنين، 2 سبتمبر 2013
1:57 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
بن عمر لليدومي : التوافق حول مخرجات الحوار هو التحدي الأعظم لليمن
بن عمر لليدومي : التوافق حول مخرجات الحوار هو التحدي الأعظم لليمن
الاثنين, 02-سبتمر-2013
بلقيس نيوز -صنعاء / متابعات
دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر إلى ضرورة حسم ما تبقى من قضايا عالقة في مؤتمر الحوار, مشيراً إلى أن الوقت لم يعد في صالح أي من الأطراف، وأن على الجميع أن يدرك أن زمن المناكفات والمماطلات والعرقلة والتشدد في المواقف انتهى.
وأكد بن عمر على أن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة وأي قضية خلافية أخرى لن يتم إلا عبر الحوار، منوهاً أن الأمم المتحدة لم تقدم أي حلول جاهزة، وإنما اقتصر دورها منذ البداية على التيسير وتقديم الدعم الفني عند الحاجة. وذكر بن عمر أن عملية صياغة الدستور التي ستنطلق رسمياً بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني قد بدأت عملياً مع انطلاق أعمال مؤتمر الحوار في مارس الماضي، لأن العديد من القضايا التي كانت مطروحة للنقاش هي دستورية أصلاً، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن تقوم لدولة القانون في اليمن قائمة إلا عبر دستور وقوانين منتظمة ونظام انتخابي حديث، ومؤسسات للحكم وإحقاق العدالة والأمن وحقوق الإنسان ومجتمع مدني يساهم في تعزيز سيادة القانون ومبادئ حكم الشفافية والمحاسبة.
وأشاد بن عمر في ختام حديثه بحكمة القيادات السياسية والإرادة الشعبية في اليمن التي قال إنها حالت دون حدوث أي فوضى عارمة أو حرب أهلية كسوريا ودول عربية أخرى, مبيناً أن اليمن يمكنه اليوم أن يكون نموذجاً حضارياً فريداً وملهماً يفتخر به في منطقة متجددة الأزمات، قائلاً "لننظر حولنا ونقدر ما حققته خارطة الطريق للتغيير السلمي غير المسبوقة في أي دولة عربية، تلك التي أرستها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، ولنقدر قيمة قفز اليمن فوق حرب حتمية بإرادة واعية وصلبة وتقديم نموذج حوار وطني شامل وتشاركي لم تعرفه المنطقة من قبل".
من جانب آخر أكد نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان رئيس مركز المعلومات للتأهيل وحقوق الإنسان عز الدين الأصبحي على أهمية الشراكة الفاعلة لمنظمات المجتمع المدني في مسار الحوار الوطني، سواء من داخل مؤتمر الحوار أو من خارجه, حتى يفضي المؤتمر إلى عقد اجتماعي جديد يرسم شكل الدولة المطلوب والدستور القادم الذي يرعى بدرجة أساسية الحقوق والحريات.
وأشار الأصبحي إلى أن القانونيين هم أهم فئة يحتاجها المجتمع اليوم لصياغة الأطر القانونية والدستورية والرؤى القادمة، بالرغم من أنها ظلمت في التمثيل داخل مؤتمر الحوار, موضحاً أن المؤتمر الذي عقد اليوم جاء لإضافة مساهمات الفئة الحقوقية والقانونية في بناء الدولة القادمة والدستور الجديد, وأن بناء دولة مدنية لن يتم دون إسهامات فاعلة من العقل القانوني.
وأوضح رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن ممثل برنامج دعم الحوار الوطني أن اليمن يشهد اليوم ثورة سياسية ومعرفية كبيرة جداً, ويشهد ثورة حوار تمتد إلى اليمن بأكمله وفي قلبه مؤتمر الحوار، مؤكداً أن مؤتمر الحوار ليس بمعزل عن هذا وليس شاملا أيضا لليمن كله، منوهاً إلى وجود حوارات محلية للخروج برؤى تقدم لمؤتمر الحوار الوطني الذي هو خلاصة لكل هذه الرؤى.
ودعا حسن منظمات المجتمع المدني للضغط في تنفيذ رؤى ومخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع، وعدم التحايل من قبل القيادات السياسية ذات الخبرة المتراكمة في تنفيذها. مشيراً إلى أن الاعتذار للجنوب وصعدة وقضايا النقاط الـ31 التي تطرح بقوة اليوم ليست من مخرجات الحوار، وإنما قضايا يفترض أنها قد حلت قبل الحوار لتكون مهيأة له.
وأضاف حسن أن صدور قانون جبر الضرر ما هو إلا نتيجة للذاكرة المعطوبة التي تحملها تلك القيادات التي تحكم اليمن, مؤكداً أنه لا عدالة انتقالية بدون كشف الحقيقة وأن أي حديث عن جبر الضرر دون المكاشفة هو في إطار برنامج الديات لا أكثر، واعتبر إنشاء صندوق جبر الضرر مكوناً صغيراً للعدالة الانتقالية وليس هو العدالة الانتقالية بكاملها.
ويأتي المؤتمر العام لدعم مؤتمر الحوار الوطني الذي يناقش على مدى يومين إصلاح الدولة في اليمن من وجهة نظر حقوقية وقانونية لعرض مخرجات ستة ملتقيات حدثت في خمس محافظات (صنعاء، تعز، عدن، الحديدة، حضرموت) والتي تشكل النسبة الأكبر من سكان اليمن، وكذا المجموعات التي تعمل في الجانب القانوني من محامين وقضاة، ورجال قانون ومنظمات حقوقية، لعرض مخرجات هذه الملتقيات والخروج برؤية مشتركة تقدم إلى الجهات المسؤولة عن الحوار الوطني والمؤسسات الرسمية في اليمن.
إلى ذلك التقى رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، في مكتبه أمس، مستشار الأمين العام المبعوث الأممي جمال بن عمر.
وجرى خلال اللقاء مناقشة التحضيرات للانتخابات الرئاسية القادمة،وبحث عدد من سبل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تعترضه.
وأكد اليدومي حرص الإصلاح على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، للوصول إلى حل جميع القضايا الوطنية، مشيراً إلى أن أبناء الشعب اليمني ينتظرون من مؤتمر الحوار مخرجات تفضي إلى بناء الدولة الحديثة،معرباً عن تقديره للجهود الكبيرة التي يقوم بها السيد جمال بن عمر، ولكل الدول التي عملت على إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن، ودعمها للتنمية.
من جانبه أكد بن عمر حرص الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على أمن واستقرار ووحدة اليمن، لافتاً إلى أن الأشواط التي تم قطعها إنجاز كبير في الوصول إلى النجاح المأمول.
نقلاً عن صحيفة الأولى