أخر الاخبار
نشرت في: الجمعة، 14 يونيو 2013 7:10 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

مخطط الإخوان للاستحواذ على السلطة والإطاحة بـ"هادي"


صورة من الأرشيف



مخطط الإخوان للاستحواذ على السلطة والإطاحة بـ"هادي"

الجمعة, 14-يونيو-2013م
بقلم/ حميد الحظاء - 

بعد فشل مخطط الإخوان في الاطاحه بالرئيس عبدربه منصور هادي من خلال عملية اغتياله بزرع عبوه ناسفه تحت احد جسور العاصمة القريب من منزله، وعجزهم أيضاً من الظفر بموقع رئاسة مجلس النواب الذي كان يؤمل عليه نقل منصب رئاسة الجمهورية إليهم حال أصبح شاغراً بسبب عجز الرئيس أو غيابه.

عمدت أجنحة الإخوان (العسكرية، الدينية، القبلية) إلى رسم مخطط جديد للاستحواذ على السلطة بشكل كامل، يمكن وصفه بأنه الأخطر لاعتماده بدرجة أساسية على تعميم الفوضى بطول وعرض البلاد لخلق سخط شعبي عارم ضد الرئيس بما يؤدي في نهاية الأمر إلى إسقاطهم.

اعتماد الإخوان لسيناريو الفوضى العارمة جاء بعد اصطدامهم بحقيقة وقناعة استحالة وصولهم إلى السلطة عبر الأطر القانونية ووفقاً لإرادة الشعب، واعتقادهم بأنهم أخطئوا بالقبول باتفاق التسوية السياسية التي منحهم نصف السلطة، فيما كان بإمكانهم الحصول عليها بالكامل لو أنهم أحسنوا استغلال فوضى ما يسمى بالربيع العربي، وما حالة الانفلات الأمني الغير مسبوقة التي تشهدها البلاد، إلا تجسيداً للصورة الأولية لشروعهم في تنفيذ ذلك المخطط.

وبرغم أن الرئيس هادي وقيادة الدفاع قد فطنوا جانب من هذا المخطط، وهو ما كشفت عنه افتتاحية صحيفة 26 سبتمبر الناطقه باسم الجيش بإشارتها إلى أن الانفلات الأمني الذي يزداد تدهوراً، مع ارتفاع وتيرة الاعتداءات التخريبية- لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط- في الآونة الأخيرة وقتل الأبرياء في شوارع العاصمة والمدن الرئيسية.. الخ - إلا تأكيد على نوايا بعض الأطراف التي تنطلق من تفكير ومنطق أنها تعتبر التغيير هو إحلالا لها في السلطة.. وأنها تحاول إجهاض آمال وتطلعات اليمنيين في بناء وطنهم على أسس جديدة عبر وضعهم أمام خيارين: إما أن يقبلوا بهم وإما ضرب أية جهود لاستعادة أمنهم واستقرارهم، -في إشارة إلى وزارة الداخلية التي يقودها ويسيطر عليها الإخوان-. إلا أن مالم تدركه القيادة السياسية بعد، هو ما يعده الإخوان من سيناريو خبيث للإطاحة بها.

تكمن تفاصيل المخطط الاخواني الذي تم الشروع في تنفيذه، بالتوازي مع حملة إعلامية أوكل مهمة تنفيذها إلى أبواق الإخوان الإعلامية "المرئية، المقروءة المسموعة، الالكترونية" وفي عده اتجاهات، منها ما يتبنى خطاب ترويجي بنظرة تشاؤمية تدعو إلى السخط ، وأخرى تتبنى حملة تشويه للقيادة السياسية وقيادة الدفاع.

إلا أن تلك الحملة برزت بصورة واضحة يمكن ملاحظتها من خلال تناولات صحيفة "أخبار اليوم" المقربه من اللواء علي محسن الأحمر التي اتخذت من رفض التمديد لهادي ومقاومته شعاراً لها، بالإضافة إلى تبنيها حملة ممنهجه لاستهدافه ومحاولة تشويه صورته وإظهاره بمظهر العاجز الذي لم يطرأ في عهدة أي تغيير، ولم يحقق أي شيء يذكر.

وبالنظر إلى الشعبية المتعاظمة التي يحضى بها الرئيس عبدربه منصور هادي والنجاحات التي حققها على صعيد تنفيذ اتفاق التسوية السياسية وجهوده في السير بالوطن نحو الاستقرار وإخراجه من أزمته التي افتعلتها القوى اللاهثة وراء السلطة والتي لم يرق لها هذا التعاظم والزخم الجماهيري المؤيد، فاعتبرته حجر عثرة ستقف أمام تحقيق طموحهم في الاستيلاء على السلطة ، فشرعت إلى محاولة القضاء على شعبيته من خلال نسف وتشويه كافة الجهود التي قام بها في محاولة منها لإثارة نقمة وسخط الشعب عليه.

وكما هو ملاحظ فقد تصاعدة حدة الحملة الإعلامية الممنهجه عقب إعلان المؤتمر الشعبي العام أن الرئيس هادي هو مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، ليمثل ذلك الإعلان قنبله أربكت مخطط الإخوان ويكشف عن حقيقة قلقهم وعدم استعدادهم لخوض غمار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، فعمدت إلى محاولة ضرب إسفين بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الشعبي العام.

وبغض النظر عن الصور المتعددة والمختلفة التي تعبر عن حالة الانفلات الأمني الممنهجه التي تشهدها البلاد بدءً بالاغتيالات، ومعاودة تنظيم القاعدة لنشاطه بقوه، بالإضافة إلى أعمال التقطع، والتمردات في عدد من ألوية الجيش، والمشاكل في عدد من إدارات الأمن بالمحافظات وأمانة العاصمة، وعمليات الاختطاف للأجانب، وأعمال التخريب التي طالت أنبوب النفط..الخ.. إلا أن الإخوان يراهنون على ما هو أكثر فوضوية، لضمان أكبر قدر من السخط لدى غالبية أبناء الشعب اليمني.. فأدركوا أن الكهرباء ضالتهم وأنها السبيل الوحيد للسخط العارم ، فعمدوا منذ أكثر من نصف شهر على تبني حملة تخريب ممنهجه طالت أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وكما يلاحظ بأن تلك الأعمال كانت تتم في الغالب في مناطق يسيطر عليها الإخوان وفي نطاق نفوذهم ومنها منطقة نهم شمال العاصمة –ومحافظة مأرب التي يعتبر غالبية مشائخها من الموالين للجنرال علي محسن الأحمر.

شواهد كثيرة تؤكد أن أعمال التخريب تلك مجرد عملية ابتزاز ممنهجه لإسقاط هيبة الدولة، وإظهار عجزها، فبالنظر إلى المخربين فإن غالبيتهم لهم ارتباطات بمجموعة من المشائخ المقربين من اللواء محسن، الذين لديهم القدرة والجرأة على كف أيدي المخربين والعابثين بكل سهولة ويسر متى شاءوا، إلا أننا لم نشهد لهم أي جهد يحد من تنفيذ العمليات التخريبية، كما لم يكن لهم أي تعاون مع الفرق الهندسية التي غالباً ما كانت تحضر عقب كل اعتداء لإعادة ربط التيار الكهربائي وهم بذلك يثبتون ضلوعهم وتواطأهم مع العناصر التخريبية.

هدف ذلك كله تحميل الرئيس هادي المسئولية كاملة بكونه الرجل الأول في الدولة، الذي بيده قرار استخدام القوة لردع المخربين، وهي محاولة مكشوفة وبوسائل عده هدفها استدراج هادي لشن هجوم خاطف على أفراد القبيلة من المخربين، في حين أن مهمة حماية أبراج الكهرباء تندرج ضمن مهام وزارة الداخلية التي كان يجدر بها القيام بأداء واجبها في هذا الجانب، إلا أنها – وفي ظل استخدام سياسة تبادل توزيع الأدوار تعمدت التقاعس عن أداء الواجب المنوط بها، لأنها تدرك تبعات وعواقب استخدام القوة ضد القبيلة، وما ستولده هذه الخطوة من ردة فعل عكسية.

وهو ما دفع الرئيس هادي لاتخاذ قرار حاسم بالتدخل عسكرياً من قبل الجيش لضرب معاقل تلك العناصر، والتي لاشك بأنه حال تم تنفيذه ستزهق على إثره العديد من الأرواح، وستكون السبب وراء إثارة وتأليب القبائل ضد الرئيس هادي والتي لا يستبعد معها ان تتحول القبائل وبدافع عصبية القبيلة لقنابل موقوته تستغلها العناصر الإنقلابية لتفجير الوضع ومن ثم محاولة الاطاحه بقيادة الجيش والسيطرة عليه لتلي ذلك مرحلة الاستيلاء على السلطة بالاستفادة من سخط القبائل التي سيكون دافعها في ذلك الحين ثأري بخلاف الدوافع المبيته للانقلابيين.

إلا أن هذا المشهد الدرامي للمخطط قد تجاوز الواقع حدوثه في الوقت الراهن لا سيما وأن الجولة المكوكية للجنرال محسن لقطر ومن ثم للسعودية قد خلطت الأوراق وقلبت الموازين لتخلق نهاية ضبابية لهذا المشهد، لينحرف السيناريو قليلاً عما كان مرسوم له في البداية.
فقيام اللواء محسن بمحاولة تأليب قيادة المملكة العربية السعودية ضد هادي بالوشاية زوراً بأنه وراء الحالة الأمنية المتدهوره التي تشهدها البلاد -والتي هي في الأساس نتاج مخطط الإخوان-، وأنه يسعى لانفصال الجنوب من خلال دعمه للاحتجاجات في المحافظات الجنوبية ، واتهامه بالوقوف وراء توسع حركة الحوثي وارتباطه وتعاونه مع الجماعة مدللاً على ذلك بتسليم الحوثيين رفات قائدهم الروحي حسين الحوثي، والسماح لهم بإقامة مراسيم دفنه، وإصداره قرار بإلغاء أي أحكام قضائية صدرت بحق الجماعة..الخ

وأقل ما يدلل على صحة ذلك قيام صحيفة "أخبار اليوم" المقربة منه بالترويج وإبراز تلك الاتهامات وفي توقيت أعقب وصول محسن من السعودية مباشرة وذلك بغرض إيصال رسالة واضحة للرئيس هادي بأن عليه أن لا يراهن على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كثيراً، في حين أنه بإمكان القوى التقليدية القبلية أن تحفظ الأمن والاستقرار وأنها الضامن الوحيد لتنفيذ تلك المخرجات التي يدرك الإخوان أنها لن تصب في صالحهم.

هذا التحول الطارئ كما نعتقد جاء نتاج للجولة المكوكية لمحسن الذي عمد خلالها إلى إقناع القطريين والسعوديين بأنه ما زال رجلاً قوياً ويمتلك أكثر من غيره قدرة وتأثير في اليمن ككل وعلى وجه الخصوص لدى الإسلاميين المتشددين وانه رجل المرحلة الذي سيؤمن لهم مصالحهم في اليمن، مع استعداده لتقديم كافة التنازلات والتعهدات للخارج حال مساعدتهم وتمكينه بشكل كامل من السلطة.

من المؤكد أن الأحداث التي عصفت بالوطن منذ بدء تنفيذ المخطط ، قد حاولت إضعاف الرئيس هادي وأظهرته بأنه عاجز عن حفظ أمن واستقرار البلاد، وذلك ما راق للجنرال محسن ورفع من سقف طموحه وشهيته من منصب الرجل الثاني في الدولة ، إلى مركز ا لرجل الأول بدعم ورعاية عابره للحدود.

فنجاح الجنرال في إقناع الدوحة والرياض بأنه رجل المرحلة وأن هادي عاجز عن عمل أي شيء بدونه دفعهم إلى تبني فكرة تهيئته لتولي حكم اليمن في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهذا سر الحملة المناهضة لأي تمديد مقترح للرئيس هادي.
مستقبل المخطط الإخواني لا يبدو مؤهلا للنجاح, لا سيما بعد أدراك أبناء الشعب لحقيقة ذلك المخطط وحجم الكذب والمغالطات والتناقضات في الكثير من المواقف.. إلا أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.. نسأل من الله الستر والعافية.


0 التعليقات for " مخطط الإخوان للاستحواذ على السلطة والإطاحة بـ"هادي" "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google