أخر الاخبار
نشرت في: الخميس، 27 يونيو 2013 10:56 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

الهيكلة| بوصفها "كذبة" رائعة: لقاء القادة على جثة الجيش


اليمن-الهيكلة-وتدمير-القوات-المسلحة-ولقاء-القادة-على-جثة-الجيش



الهيكلة| بوصفها "كذبة" رائعة: لقاء القادة على جثة الجيش

الخميس، 27- يونيو-2013م

بلقيس نيوز - المحرر السياسي / صحيفة المنتصف


بهدف ضمان الولاء وهاجس التخلُّص من الولاءات السابقة تم الإجهاز على قوات نوعية وحرفية متجانسة وتوزيع جزء مهم من أفرادها ومنتسبيها على شتات المعسكرات، حيث لن يستفاد منهم، فيما يتبنى الخطاب العام مفاهيم ومصطلحات التحديث والتطوير(؟!)

بهرجة وخبر فعالية (اللقاء التشاوري لقادة القوات المسلحة) التي حضرها الرئيس ورئيس الوزراء واللواء علي محسن - أخذت بالأنظار عن الأهم في الموضوع وطوت السجلات دون مراجعة وتقييم. وعلى عجل أعلن بدء مرحلة أخرى وفتح سجلات جديدة لعمل جديد لن يُتاح لأحدٍ معرفة تفاصيله وسلامة إجراءاته، تماماً كما في سابقه.

بصورة أكيدة، فإن اللقاء/الفعالية- (الاثنين قبل الماضي)- مؤجَّل من أسابيع وربما أشهر، ولم يمكن انعقاده إلاّ بعد أن نفَّذت القيادة العليا ووزارة الدفاع جميع اشتراطات ومطالب علي محسن وحلفائه بتجنيد وترقيم جميع العناصر القبلية والحزبية والمليشيا التي قاتلت الجيش في 2011/ 2012م ومجندي الفترة نفسها من قِبَل الفرقة أو "حماة الثورة". وأيضاً بعد ضمان الإبقاء على قوة ومرافق مهمة في مقر الفرقة/الحديقة المعاد توزيعه أثلاثاً والتي قزّمت أرضية الحديقة بالمخالفة الصريحة لجوهر ونص قرار الهيكلة. على أن حضور باسندوة، للمرة الأولى، تقريباً، في محضر واحد مع الرئيس هادي وعلي محسن، كان هو الآخر يشير إلى رضا حلفاء أنصار الثورة والمجلس الوطني لأنصارها عمَّا أنجز من نتائج.

بالأمس، فقط، تم تمكين فريق محسن، الرافض عملياً لتنفيذ قرارات الهيكلة/ أبريل الماضي وتسليم مقر الفرقة/الحديقة، من آخر مطالبهم وشروطهم. وبالأمس، فقط أيضاً، أعلن مسئول في أمانة العاصمة أنه سيتم تسلم مقر الحديقة(!) وبعدها انعقد اللقاء لقادة القوات المسلحة، الذي قِيل إنه إيذان بإعلان انتهاء المرحلة الأولى من الهيكلة وبدء الثانية. والأولى كما الثانية كان من يحدّد مسارها وتوقيتها هو اللواء المستشار وليس غيره.

النَفَس الطويل الذي تبذله السلطة، رئاسة وقيادة عليا والدفاع، في مراضاة فريق بعينه وتلبية شروطه وإملاءاته كاملة قبل أن تحصل منه على إذن بإعلان نهاية مرحلة وبداية أخرى، لا يعني في الحقيقة أن الهيكلة نجحت وأن انقسام الجيش انتهى، كما أعلن وأكد وشدّد الرئيس هادي في كلمته، بل يعني أنه تم تغليب منطق ورأي ولون وطرف بعينه واعتماد حُجَجه ومرئياته وفرض منطق وقوة الأمر الواقع على البقية الذين لايملكون شيئاً أو ليس بمقدورهم شيء لتغيير معطيات هذا الواقع الجديد، وبالتالي تسير الأمور على مقتضى التغليب والغَلَبة ليس إلاّ. لأنه لم يعد أصلاً ثمة من طرف أو مركز آخر في مقابل الطرف والمركز الذي يحظى بالمداراة والمداهنة واعتماد أولوياته وشروطه كسياسة عامة ومرئيات تنفيذية في القوات المسلحة.

من لازم الناس وحقهم أن يعرفوا، وأن تعرفهم الرئاسة وقيادة الدفاع، كم عدد المجندين الذين تم اعتمادهم وترقيمهم لعلي محسن وأصحابه خلال الأسابيع الأخيرة؟ لا أن تتستر وتفرض التعتيم على هذه المعلومات والحقائق المزعجة وتصدر للرأي العام والإعلام صورة احتفالية رسمية تخفي وراءها الكثير من الحفر والمطبَّات والبرك الراكدة والمياه الآسنة والملوثة بالميكروبات الخطرة.

ومن حق الناس أن يعرفوا، أيضاً، بأن ما يُقال على عِلاَّته وعواهنه، عن إنهاء وانتهاء المرحلة الأولى من الهيكلة وطي الانقسام العسكري. وأيضاً خطاب التضليل حول التحديث والحرفية والانضباط...الخ، إنما يقوم على خلفية هشَّة من المقدمات السيئة، حيث تم الضخ إلى شرايين المؤسسة العسكرية بعشرات الآلاف من المجندين المستجدين القادمين من خلفيات حزبية مليشاوية وقبلية ودينية، ولهذه الاعتبارات لا غير. فيما زُجَّ بالمئات من هؤلاء إلى قوام وحدات وألوية عسكرية متخصصة وتتمتع أو تتصف بالحرفية والكفاءة والنوعية (قوات النخبة) مقابل إزاحة وإعادة صرف وتوزيع المئات من الأفراد والصف والضباط في الوحدات المذكورة على معسكرات وألوية متباعدة وبعيدة جداً عمَّا يتقنه ويجيده هؤلاء وعمَّا أُعدوا ودُربوا له كقوات نوعية متخصصة (القوات الخاصة والعمليات الخاصة والمهمات الخاصة).

وبالتالي، فإن التحديث والنمذجة التي تُقال، إنما تقوم على إعمال التقويض في مفاهيم وقيم ومحددات التخصُّص والحرفية والتحديث المهني العلمي.
وليس سراً، مثلاً، بأن ما حدث ويحدث كل يوم في هذه الوحدات، التي تتعرض وتخضع لعملية طمس وتهشيم وإعادة تشكيل وتكوين (عددي)، يتم على أساس ومعيار بعيد جداً عن شروط التخصُّص والحرفية والمهنية. بل الأساس والمعيار يتوخى أولاً وأخيراً تشكيل وإعادة تشكيل وحدات يغلب عليها طابع الولاء لقيادة/قيادات جديدة. 
ذلك أن الخطة النافذة انطلقت في عملها من محاذير وتهويمات وهواجس خاصة أعطت الأولوية القصوى لفرضيات مضللة نظرت إلى تلك الوحدات والقوات النوعية من زاوية واحدة وشخصية تماماً تعتمد فرز وتنسيب غالبية وقوام الوحدات إلى قيادة سابقة كانت هي من عمل على تأسيس وإيجاد هذه القوات وإكسابها ما تتمتع من صفات وخبرات وقدرات. 

وتبعاً لذلك، فإن الإجراءات الجديدة والقرارات المتلاحقة أعملت تغييراً جوهرياً في بنية وانسجام الوحدات العسكرية النوعية (الخاصة) وتطرق التغيير المرئي إلى العمق والأطراف معاً. وجاء هذا، غالباً، على حساب التناغم والانسجام والمعنويات العسكرية الخاصة التي لفّت وانتظمت الأفراد وقادتهم في هكذا وحدات. والأهم، أو الأسوأ في الموضوع برمته، هو أن هذا التغيير الماحق جاء، أيضاً، وبالأساس على حساب ومعيار الكفاءة والتخصُّص والخبرات النوعية الفارقة. 

وليس خافياً أو سراً، مرة ثانية، أن عمليات الإحلال وإعادة تشكيل وغربلة تلك الوحدات والدفع بالمئات - الأخبار والتقارير المتتابعة والمنشورة أحياناً خلال الأشهر الأخيرة تتحدث عن آلاف وليس مئات فقط - وإلحاقهم بقوام الكتائب والألوية محل الحديث والذكر.. اعتمد بدرجة قصوى على مجندين وأفراد جِيئ بهم من معسكر علي محسن وساحة حزب الإصلاح وكشوف أنصار الثورة، بمعنى التمكين لوجود وسيطرة اللون الواحد والطرف الواحد، الذي تحدثنا عنه أول الكلام، في أهم وأكفأ وحدات ومكونات القوات المسلحة. وبالتوازي/التزامن إزاحة وترحيل وتوزيع جزء مهمّ وكبير من قوام الوحدات ومنتسبيها النوعيين على شتات متباعد من ألوية ووحدات غير متجانسة ولن تستفيد أبداً من كفاءات وخبرات وقدرات هؤلاء الذين اُبعدوا عن مواقعهم وواجباتهم وميدان خبراتهم وتخصصهم النوعي. ينبغي أن يكون هذا كافياً لإيضاح الصورة والفكرة.

بقليل من التحفُّظ، فإن هذه هي أهم وأسوأ معطيات النجاح الذي يُقال عنه أنه تحقق في أولى مراحل الهيكلة. وبفضله، فقط، أعطت قيادة الطرف الواحد واللون السائد الضوء الأخضر للقيادة العليا وللدفاع بعقد اللقاء التشاوري لقادة القوات المسلحة إيذاناً بإعلان انتهاء المرحلة الأولى وبدء الثانية من برنامج وخطة الهيكلة. وليس في أفق الرؤية ما يفيد بانقشاع غمامة التغليب وسياسة التعليب.

* صحيفة "المنتصف" - العدد (50): 24 / 6 / 2013م

0 التعليقات for " الهيكلة| بوصفها "كذبة" رائعة: لقاء القادة على جثة الجيش "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google