أخر الاخبار
نشرت في: الثلاثاء، 1 أبريل 2014 3:30 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها


د - عبدالرحمن احمد ناجي فرحان



تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها


الثلاثاء ، 01- مارس - 2014

بقلم / 
د/عبدالرحمن أحمد ناجي 


حوار جمعني مؤخراً دون ترتيب أو معرفة سابقة بأحد أساتذة جامعة الإيمان حول تسمية ما يجري في مصر الكنانة وقلب العروبة النابض : انقلاب هو أم امتثال الجيش للإرادة الشعبية العارمة ؟! ، وكانت أسئلتي التي عجز الطرف الآخر عن الرد عليها :ـ

• هل تم خلع وانتزاع (الرئيس مرسي العياط) من كرسي الحكم في مصر بخلاف الإرادة الإلهية ودون مشيئة الله ؟!
• أوليس الله مالك المُلك يهب المُلك لمن يشاء وينتزع المُلك ممن يشاء ؟؟!!
• وكيف لا يجوز الخروج على الحاكم إن كان من الإخوان المسلمين ، في حين يجوز الخروج عليه إن لم يكُن منهم ، مهما يكن المبرر؟! 
• وكيف يكون (عبدالفتاح السيسي) انقلابياً خائناً حينما أعاد المخلوع مرسي إلى غياهب السجون التي فر منها ؟؟!! 
• ولا يكون المشير (طنطاوي) انقلابياً وهو يطيح بالرئيس مبارك ويضعه خلف القضبان ؟! وكلاهما قد خلع الرجل نفسه الذي حمَّلهما أمانة قيادة الجيش ووزارة الدفاع ؟! 
• فكيف يكون (الطنطاوي) ثائراً ، بينما يكون (السيسي) خائناً وحانثاً بالعهد والقسم؟! 
• وهل هناك نص في المصادر الإسلامية يحدد فترة ولاية الحاكم ؟!
• لماذا الإصرار على التمديد في اليمن لرئيس الجمهورية ؟! وهل إخوان اليمن جاهزون لخوض انتخابات رئاسية وبرلمانية وسلطة محلية؟!
• وهل (الإخوان المسلمون) في الأصل مؤمنون بمشروعية ما يسمى بالانتخابات التي تعترف بأن للشعب الحرية المطلقة في اختيار من يحكمه ومن يمثله في المجالس البرلمانية ؟!ـ

ولنقترب من فكر هذه الجماعة وتنظيمها الدولي ، ولنفترض أنها لا تمتلك إسناداً شعبياً وجماهيرياً كما هو حالها اليوم ، ولكنها في المقابل تمتلك من القوة والقدرة على السيطرة والتحكم في مُجريات الأمور ما يمكنها من القفز إلى كرسي الحكم دونما انتخابات ، فهل سيكون صندوق الانتخابات هو خيارها ، أم أنها ستبادر بالانقضاض على كرسي الحكم وليكُن بعد ذلك وما يترتب على ذلك .. ما يكون؟!ـ

في حين أن فصيلاً آخر لو كان مهيئاً له نفس الأمر وأصبح في ليلةٍ وضُحاها في سُدة الحكم ممسكاً بزمام الأمور ، فإن (الإخوان المسلمين) سيقيمون الدنيا على رأسه ولن يُقعدوها حتى تتحق لهم مآرب نفوسهم المريضة ، إلا إن امتلك ذلك الحاكم القوة التي تجبرهم كرهاً على الخضوع والانصياع له صاغرين .

إذاً فهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على سواهم ، ويطوعون كل أمر من أمور الدنيا بما يضمن لهم الحفاظ على مصالحهم ، ويستحضرون لذلك ما يرون أنه أدلة قطعية من الكتاب والسُنَّة تثبت صوابهم ، في حين أن المصلحة الوطنية العُليا تقع خارج حساباتهم ، ومُغيبة تماماً عن أهدافهم ومخططاتهم وأفكارهم ورؤاهم .

ولعل أكثر ما جعل المسلمين في كل أرجاء الأرض يتحفظون على هذه الجماعة وينبذونها ويلفظونها يوماً بعد يوم ، هو ادعاء هذه الجماعة أنها المتحدث الرسمي والوحيد باسم الإسلام والمسلمين ، وأنهم هُم فقط المسلمون ، وأن من لا ينتمي إليهم فليس بمسلم ، حتى وإن ظل ينطق الشهادتين (أشهد أنه لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم) ليلاً ونهاراً ، ويتقرب إلى لله بكل الفرائض والسنن الثابتة .

نظرة الاستعلاء تلك التي وصلت بالبعض منهم إلى درجة رفض مصاهرة من لا ينتمي إليهم تزيد من حصارهم والتضييق عليهم بأيديهم هُم ، يُضاف إلى ذلك تبريرهم للكذب والخداع والتآمر استناداً إلى أن (الحرب خُدعة) وكأننا (كفار قريش) أو يهود بني (قينقاع) ، طالما هم في حرب مقدسة بزعمهم ضد من يدَّعون – وفق رؤيتهم – أنهم مسلمون ، بينما هم في واقع الأمر ليسوا كذلك .

وها هو (عبدالفتاح السيسي) يضرب لنا المثل مرةً بعد مرة وبشجاعة نادرة ، عبر الاستجابة للإرادة الشعبية ، والانصياع لما فيه مصلحة وخير الوطن ، مهما كانت ردة فعل الطرف الآخر الذي لا يهتم إلا بما يحقق مصلحته السياسية الخاصة ، ومهما كانت الحرب الإعلامية التي سيشنونها ضده ، فكان في آخر خطاب له كقائد عسكري تمهيداً لخوض انتخابات الرئاسة المصرية بمنتهى البساطة والبلاغة والوضوح في آن واحد .

وفي حين انبرت أقلام وأبواق أنصار المخلوع (مرسي) لتأكيد أن ما حدث يؤكد حديثهم الممجوج بأن ما حدث في مصر ليس أكثر من (انقلاب) ، فإن الواقع يثبت عكس ذلك ، فلم نسمع أن قائداً انقلابياً لم يتسلم السلطة فور قيامه بالانقلاب ، فإن كان هؤلاء يدعون أن (الرئيس جمال عبدالناصر) قد فعلها من قبل فهم يرون بـنفس المنطق أن 23 يوليو1952م ليس أكثر من انقلاب ، فإننا لم نسمع قائداً انقلابياً قد أقدم على الاستقالة من الكيان الذي كان عوناً له في انقلابه – كما يدعون – ليخوض معركة انتخابية تنافسية يكون للشعب فيها القول الفصل ومن خلال صناديق الاقتراع .

ونذكر هؤلاء بأن اليوم غير البارحة ، فلا يمكنهم التباكي بإمكانية اللجوء للتزوير والتلاعب بصناديق الاقتراع ، فهذه اللعبة التي يحسنونها ويجيدون فنونها بكفاءة واقتدار أكثر من غيرهم ، لم يعد مقبولاً استخدامها مجدداً في ظل التنامي المتزايد في الوعي السياسي لدى الناخب المصري أو اليمني أو السوري ، الذي اكتوى بنيران الربيع العبري والفوضى الاستعمارية الخلاقة ، التي تريد الإبقاء على دوامة التطاحن بين كل مكونات العمل السياسي والمجاميع الشعبية في البلدان العربية . —


منشور بالصفحة السادسة من صحيفة (اليمن اليوم)ـ
عدد اليوم الاثنين 31 مارس2014م 30 جماد الأول 1435هـ العدد (643)ـ

0 التعليقات for " تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google