أخر الاخبار
نشرت في: الخميس، 23 يناير 2014 6:04 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

حملة إنقاذ أم إسقاط أم....؟








حملة إنقاذ أم إسقاط أم....؟


الثلاثاء ، 21 يناير 2014

بقلم / 

ياسمين الجمالي

..(نبض وياسمين)

"لا تُعلّم الدبّ لقَّاط الحجارة"
هذا مثل يمني قديم، أظن أن قائله، أو بالأحرى مخترعه، يعرف تماماً الطبيعة التي يتمتع بها هذا الشعب العظيم، ويقال في حال علم أحد أو عرف أحدهم شيئاً ما كان عليه أن يعلمه إياه، ربما لأنه بمجرد معرفته له سيتخذها عادة وقد يدمر بذلك الكثير والكثير.. وأعتقد أن هذا ينطبق على مجتمع كمجتمعنا، فنحن نفرح بالجديد ونمجده ونحييه، وبعد تخزينة يتغير كل شيء تماماً كما مُجِّد الرئيس السابق ثم اللاحق وبعدها فكر مجموعة من الناس بضرورة إنقاذ هذا الوطن، وعليه سنعود للاعتصامات وسد الطرق والشعب يريد... وهكذا حتى من أغضبته زوجته ينصب خيمة ويشتري ميكرفون الإنقاذ من حكومة فاشلة أوصلت البلاد لما وصلت إليه، شظت البلاد وقلوب العباد، لكني أجد أن هذه الحملة لم تعد تهدف لإنقاذ الوطن الغريق، الذي باتت كل محافظة فيه إمارة لدول أخرى، صعدة لإيران وحضرموت لدولة أخرى وحجة لأخرى والباقي سيكون لهن مُلاك جدد بالقريب العاجل.. أم هي حملة لإسقاط هذه الوجوه، والإتيان بوجوه أبشع.. أم حملة لعودة السابقين بأكراشهم وشللهم وأرصدتهم.. أم حملة للمصالحة وتصفية النفوس، أم حملة لمحاكمة المجرمين القتلة من دار الرئاسة ومجمع العرضي والسبعين والشرطة و..و...؟!

وهل سنكون أمام توكلات جديدة، وجوائز نوبل جديدة للإنقاذ، وفي النهاية يأتي من يأخذون الكراسي كما أخذت سابقاتها، هذا لا يعني أني ضد هذه الحملة بالعكس أنا معها قلباً وقلماً ودعاءً ولو استطعت أن أنطق حجارة الشوارع بـ"الشعب يريد إسقاطكم" لفعلت، لاسيما أني أعرف الأستاذة نورا الجروي معرفة يقينية لا يعرفها حتى المقربين إليها، وشهدت بأم عيني كيف حاربت الفساد في الحكومة الأولى في وزارة الشباب، وكيف دافعت عن حقي وحق غيري وهي لا تعرف حتى أسماءنا، وكيف طبعت لنا مؤلفاتنا في يوم وليلة، ونحن لا نعرف حتى ما وظيفتها في ذلك المكان، وكيف حاربت الفساد لاحقاً، وكانت أمامها خيارات الجنسيات الأخرى والهجرة من اليمن وذلك من دون جائزة نوبل ولا قضية جعاشن، ربما لن تحظى حملتها بأي دعم، أعني بعلي محسن وجيش، وزنداني يفتي ويشفي، وفرق لإحياء الليالي الملاح بالساحات، وحبوب مخدرة لمحو وجود شيء اسمه لن أفعل، وحرائر يرفعن الأعلام، وأضرعي يجسد مشاهد المجازر والمذابح، و100 دولار تصرف يومياً لحاملي الشعارات والبلاطجة تحت الطلب، وقناتي "سهيل" و"الجزيرة" التي تجعل من الأرض اليابسة مسرحاً مجهزاً بأحدث التقنيات لتجسيد ملامح بطولية لا وجود لها إلا في الخيال فقط، ولا أمير قطري يدفع ملايين الدولارات لأجل تحقيق هدف واحد، ولا خيمات ولا مسارح ولا مستشفى ميداني ولا صحافة سوداء وصفراء، ولا قناصة وقتلة ولا سيارات مفخخة وانتحاريين لا يعرفون إلا الدم، دم العساكر الفقراء فقط، ولا مشائخ يضعون تسعيرات لكل شبر في الوطن ليبيعوا لأمرائهم، ويدوسوا شيئاً اسمه مواطن مع مرافقيهم المدججين بالبنادق والرصاص، ولا جُمع حاشدة في السبعين والستين. 

لكن الأستاذة نورا باعتقادي تمتلك أكثر من هذا، لأنها تطالب بما يطالب به كل الناس، حتى المغفلين الذين اكتشفوا مؤخراً حقيقة باسندوة الذي قال لن ينزل حتى لو اقتلبنا حمير، معترفاً بأنه إذا كنا كشعب من هذه الفئة من الحيوانات، فلابد أن يكون رئيس وزرائنا من فصيلتنا، لكن أكبر سناً وأكثر نهيقاً، تمتلك صرخة وإن كانت بسيطة لكنها في مكان له ألف صدى، وطعنة في جسد ميت، ستشوهه الطعنة فقط، لكن غداً لناظره قريب، ولابد أن يأتي اليوم الذي ننتقم فيه من الفساد والمفسدين والأحزاب والعمائم والبنادق والقصور والسرق والخونة، حتى لو لم يبق لهذا اليوم إلا ساعة قبل قيام القيامة.

 * "المنتصف"

0 التعليقات for " حملة إنقاذ أم إسقاط أم....؟ "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google