أخر الاخبار
نشرت في: الأربعاء، 29 يناير 2014 6:45 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

قرار جمهوري لتعميم الفرح بالإكراه







قرار جمهوري لتعميم الفرح بالإكراه


الاربعاء ، 29-يناير-2014

بقلم / 
د/عبدالرحمن أحمد ناجي 

بعد صدور التعميم الرئاسي في مارس 2012م بإلغاء (إضاءة) في ترويسة الصحف الرسمية ، استبشر البعض خيراً بنهاية ما كان يعتبره ذلك البعض (تأليهاً للحاكم ؟!) .ـ
فوجئنا صباح يوم أمس الأحد وهو اليوم التالي للاحتفال باختتام أعمال (مؤتمر الحوار الوطني) ونحن نسير في شوارع صنعاء بوقوف أمانة العاصمة خلف جهد جبار وعمل خارق غير مسبوق سواءً بأجور إضافية أو تطوعاً (ثورياً) بعد الثانية عشر من مساء أمس ، حيث عمل الجنود المجهولون كخلايا النحل لتعليق سمفونيات الفرح والابتهاج في الشوارع الرئيسة بأمانة العاصمة صنعاء ، خصوصاً بجوار مقر إقامة رئيس الجمهورية ، لتزف من خلالها أجمل وأروع باقات التهاني ليس للشعب اليمني بل لرئيس الجمهورية على النجاح المبهر الذي لم يسبقه إليه أحد في العالمين ، والذي تجسد بإسدال الستار عن الفصل الأخير لـ (مؤتمر الحوار الوطني) بالإكراه وممارسة أشد وأقسى أنواع الضغط ، سواء بالترهيب والترغيب ؟؟!!! .ـ

ومساء يوم الاحتفال أضاءت سماوات عواصم المحافظات الكُبرى بالألعاب النارية ، وقبل ذلك وعقب انتهاء فعاليات حفل الاختتام أقامت رئاسة الجمهورية مأدبة غداء على شرف الحاضرين للحفل قوامها 1500 ذبيحة تم توزيع الفائض منها (معظمها) على نُزلاء السجون (خير وبركة وهنيئاً مريئاً) ، كما انبرى قادة الجيش والأمن من مختلف الفصائل والمناطق العسكرية وفي مقدمة كل أولئك الوزرين الأسطورتين (الداخلية والدفاع) برفع برقيات التهاني والتبريكات أيضاً ليس للشعب اليمني أيضاً بل لرئيس الجمهورية بالنجاح الساحق الماحق لـ (مؤتمر الحوار الوطني)ـ، أضف إلى ذلك إعلان مؤسسة الاتصالات اليمنية (يمن موبايل) بتخفيض أجور المكالمات بنسبة (25%) يوم الأحد 26 يناير احتفاءً بهذه المناسبة .ـ

كل ذلك لكي يشارك كافة أبناء الشعب اليمني رئيس الجمهورية فرحته وبهجته وغبطته بما يعتقده وفق ما زينه له شياطين الإنس نجاحاً مزلزلاً ومدوياً لـــ (مؤتمر الحوار الوطني)ـ ، وهنا يحق لنا أن نتساءل بموضوعية تامة وليس حسداً ولا استنكاراً ولا جحوداً :.ـ ما هي المعايير التي من خلالها يمكن لأي عاقل محايد الحكم على نجاح أو فشل هذا الحدث ؟؟، الذي أشارت إليه بعض كلمات المتحدثين يوم أمس على أنه سيكون مدرسة وعلامة فارقة في الفضاءات الكونية يتعلم منها شعوب الأرض والدول المنضوية في منظمة الأمم المتحدة كيفية إدارة الأزمات ومعالجة المشكلات المستعصية ، وتغليب صوت الحكمة والعقل على صوت لعلة الرصاص والاحتكام لمنطق القوة المسلحة .ـ

ولن نبالغ أو نتمنى من ذلك المؤتمر تحقيق المستحيلات ، لنقول أن من معايير نجاحه : ـ
- أن ينعم المواطنين بوجود التيار الكهربائي دون منغصات أو انقطاعات متكررة، والقبض على كل المتهمين بتدمير الشبكة الكهربائية وتقديمهم للمحاكمة العادلة .ـ
- رفع لجان التحقيق لتقاريرها النهائية لرئيس الجمهورية في كل المجازر الجماعية والحوادث الفردية التي لقي على إثرها كوكبة من خيرة أبناء اليمن حتفهم منذ العام 2011م بدءاً من مجزرة جمعة 18 مارس وانتهاءً باغتيال أ.د/أحمد شرف الدين .ـ
- استتاب الأمن والاستقرار في كل ربوع اليمن ..ـ

نعلم وندرك جيداً أن تلك الأمور فوق طاقة المتحاورين وخارج عن إرادتهم وسيطرتهم بل وليس ضمن ما هم مطالبين به أصلاً ، لكن المنتظر والمأمول كان أبسط من ذلك بكثير ، فأمنيتي كانت متواضعة للغاية وطبيعية ومتوقعة من مثل هكذا مؤتمرات ، فقط تحقق الوفاق أن يدخل المتحاورون المؤتمر وهم على طرفي نقيض ، وكل منهم يتربص بالآخر ويحمل في جوفه شحنات ضخمة من الحقد والكراهية ، وأن تنتهي جلساته باحتفالية حقيقية ، تكون فيها النفوس قد تصافت ، وصار الجميع يحمل الهم الوطني وحده دون سواه ، وطوى المتحاورون بالفعل وإلى الأبد صفحة الضغائن والاصطفافات والولاءات الحزبية الضيقة ، وصار كل عضو بالمؤتمر يحمل للآخر كل المودة والاحترام والتقدير ظاهراً وباطناً..ـ
فهل تحققت هذه الأمنية (المعيار) ؟؟؟!!!! ، وهي على بساطتها وتواضعها تمثل المؤشر الحقيقي الوحيد والمتاح والمأمول – في تقديري على الأقل – للحكم على مدى (نجاح) أو (فشل) مؤتمر يُفترض فيه تقريب وجهات نظر الفرقاء السياسيين وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من المصالح ، فهل تحقق ذلك ؟؟!! الحكم لكم أيها القراء الأعزاء ولكن بموضوعية تامة ....ـ

0 التعليقات for " قرار جمهوري لتعميم الفرح بالإكراه "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google