نشرت في:
الثلاثاء، 27 أغسطس 2013
1:00 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
الكيميائي وجنيف 2
الكيميائي وجنيف 2
الثلاثاء , 27-أغسطس-2013
بلقيس نيوز - أحمد رستم
ثمة قناعة عميقة بأن التهويل بخيار الحرب على سورية، سواء على طريقة الحرب على كوسوفو أو العراق يدخل في إطار ممارسة واشنطن أقصى الضغوط السياسية والدبلوماسية والأمنية لتمهيد الطريق أمام الحل السياسي وفقاً للمفهوم الأميركي لجنيف 2 بعد أن عجزت واشنطن عن تحقيق أهدافها من الأزمة السورية طوال الفترة الماضية وذلك لسببين:
الأول: الدبلوماسية الروسية المستندة إلى موقف إستراتيجي واضح من الأزمة السورية، وهو أن لا حل للأزمة السورية خارج الخيار الدبلوماسي- السياسي.
الثاني: طريقة إدارة النظام السوري للأزمة الذي نجح في إفشال الخطط الدولية والإقليمية والمعارضة المسلحة على الأرض رغم كل الجهود التي بذلت والأموال التي خصصت والأسلحة التي أدخلت إلى البلاد، فضلاً عن عشرات آلاف المسلحين من مختلف أنحاء العالم.
في الواقع، تدرك واشنطن قبل غيرها أن سورية ليست كوسوفو لا من حيث التوقيت ولا من حيث الظروف أو موقع سورية في العلاقات الدولية والجغرافية السياسية، ويكفي هنا أن نذكر أن وجود إسرائيل على الحدود عامل كاف لدفع واشنطن إلى التفكير إلى ما لا نهاية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، فهي تدرك تماماً أن الحرب على سورية ستفجر المنطقة بشكل كامل ولا يعرف أحد كيف ستكون تداعيات اليوم التالي، وعليه، فإنه في أوج التسعير والتهويل بالخيار العسكري وتسريب السيناريوهات والحديث عن إرسال المدمرات وعقد اجتماعات عسكرية عالية المستوى في المنطقة وتحديداً الأردن وإدخال كميات هائلة من الأسلحة عبر تركيا للمسلحين إلى سورية.. فإن أوباما ظل يتحدث عن الخيار السياسي للحل وحرص وزير خارجيته جون كيري على الحديث مع نظيره السوري وليد المعلم في وقت وافقت الحكومة السورية على زيارة مراقبين دوليين إلى الغوطة في إطار الجهود الجارية لمعرفة ملابسات استخدام السلاح الكيميائي.
وانطلاقاً من هذا المعطى السياسي، ينبغي النظر إلى أن مسألة التصعيد والتلويح بالخيار العسكري لا يمكن النظر إليها بعيداً عن تطورات الأزمة السورية وما وصلت إليها من مآلات، بعد أن فشلت واشنطن ومعها الدول الخليجية وتركيا في تحقيق ما سموه تحقيق التوازن على الأرض كشرط للتوجه إلى جنيف 2، كما أنه ليس بعيداً عن النجاحات التي حققها الجيش السوري في العديد من المناطق بعد معركة القصير وحمص واحتمال تكرار ذلك في الشمال.
دون شك، التصعيد الجاري يدخل الأزمة السورية إلى عنق الزجاجة، فخيار التصعيد الجاري يحمل معه احتمال المزيد من عسكرة الأزمة أو حتى الانزلاق إلى توجيه ضربات عسكرية محددة وخاصة في ظل التحريض المتواصل من بعض الدول الخليجية وتركيا وبعض الأوساط الأميركية ولاسيما التيار الذي يمثله السيناتور جون ماكين، لكنه في الوقت نفسه وفق المنطق الأميركي الذي يمثله الرئيس باراك أوباما قد يدفع بالأزمة السورية نحو عقد جنيف 2 بشروط أقرب إلى المفهوم الأميركي، إنه منطق أوباما الذي يقف وراء التصعيد الجاري على وقع مسلسل الكيميائي.