نشرت في:
الجمعة، 19 يوليو 2013
2:21 ص
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
أثر الدعاية على الجيش والمجتمع
أثر الدعاية على الجيش والمجتمع
الجمعة، 19- يوليو-2013مبقلم /
احمد عمر الاهدل
لاشك أن الدعاية ، تلعب أدوارا فاعلة ، في تحقيق النصر والنجاح ،في مختلف جوانب الحياة، وفي المعارك والحروب ،بأقل كلفة وخسارة ،فهي سلاح فتاك أقدم من صليل السيوف وأصوات المدافع ، بل وأشد ضراوة وتأثيرا في الجيش والمجتمع، من تأثير الاسلحة النووية الحديثة، وعلى نفس الصعيد ، فإنه من المؤكد أن للدعاية ، أدوارا مؤثرة ومؤلمة، في تدمير الجيوش ، وفكفكة المجتمعات بصورة عامة ، وغرس الانهزام النفسي ، والانقسام الاجتماعي ، بين الجيش والمجتمع بصورة خاصة.
فمن دعاية وإشاعة موت رسول الله ،في معركة أحد ، الى دعاية حمراء الأسد ، وحتى إشاعة حادثة الإفك ،التي كادت تودي بالجيش الاسلامي والمسلمين الى الهلاك ، لولا عناية الله ، ومن دعاية سبايا بلاد اليمامة، التي أحدثت خلافا حادا بين الخليفة ابي بكر وعمر ابن الخطاب ، وكادت تطحن قادت الجيش الاسلامي هناك ، بسبب قصة زواج خالد ابن الوليد الكاذبة ، وحتى دعاية الغنائم ، في الأندلس ، التي تسببت في هزيمة قاتلة للجيش الاسلامي، لم يقم للمسلمين ، بعدها قائمة في الاندلس الى اليوم.ومن دعاية الأندلس ، وحتى دعاية المقاتل القاتلة، عام 1954م ،التي حشد لها العدو الصهيوني ، كل دعاة وخطباء وعلماء الاديان ، والمتخصصون في علم النفس والاجتماع والمعنويات ،وخبراء السياسة والاقتصاد والحروب ، وسخرلها كل الطاقات والامكانات المادية والمعنوية ،والاساليب المتقدمة ،والوسائل التقنية، الاعلامية والصحفية المؤثرة، والتي استطاع من خلالها تصوير الجندي الاسرائيلي ،من أنه المقاتل الذي لا تقهره الشدائد والصعاب، والجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم ، وتصوير المجتمع العربي ، بأنه مجتمع بدوي ، متخلف ، دموي غير متحضر، والجندي العربي مقاتل جاهل غبي بليد ،وبطريقته الخاصة استطاع العدو الاسرائيلي، أن يوعز لأنصاره وعناصره ، من أعداء الجيوش ، الى نشر دعاية المقتال الصهيوني المحترف ، التي زرعة الخوف والرعب ، في قلوب العرب وجيوشها من ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه السطور......
دعاية المقاتل في اليمن:
من المسلم به أن أعداء الجيوش ، استطاعوا تطبيق دعاية المقاتل ، بحسب الظروف السياسية لتلك الفترة، وبحسب خصوصية بلدانهم ،إلا أن دعاية المقاتل في اليمن ، كانت أشد خطرا وتأثيرا، على الجيش والمجتمع، عن باقي البلدان العربية، وذلك لعدة أسباب ، أهمها الفقر والجهل الذي كان يضرب أطنابه في المجتمع اليمني ،الذي ساعدهم على استقطاب الكثير من أبناء الشعب ، من العلماء والأدباء والشعراء ،وكل ممن كان يطلق عليهم في تلك الفترة ( بالمتنورين)وكذلك الكرم ، وحب الاستماع من الغير، والعاطفة الجياشة التي يتمتع بها المجتمع اليمني ، عما سواه من المجتمعا ت العربية ،(ألين قلوبا وأرق أفئدة). المال المدنس والوسائل الاعلامية المتقدمة ،التي يفتقر اليها المجتمع اليمني،حيث تبرعت بريطانيا المحتلة لجنوب الوطن ، بفتح مكتب اعلامي للأخوان المسلمين ، بمنطقة التواهي، تحت اشراف وادارة خبراء صهاينة، من يهود اليمن ،وكان المكتب يشرف على اصدار صحيفة اليمن السعيد، ومجلة أضواء اليمن ، ومجلة الحكمة اليمانية، وقناة فتاة الجزيرة،بالاضافة الى التضامن الاعلامي المعادي ، الذي كانت تموله بريطانيا المحتلة، مثل قناة عدن ، وقناة البي بي سي، والقنوات الاسرائيلية المعادية في جميع انحاء العالم.
أضرار دعاية المقاتل في اليمن:
صحيح أن أعداء الجيوش والمجتمعات، وأنصار دعاية المقاتل ، استطاعوا تطبيق داعاية المقاتل في اليمن ، بحسب ظروفه السياسية وخصوصيته الاجتماعية، بنتائج منقطعة النظير، عما سواها من البلدان العربية، لكن يبقى هناك معلومة لم ينتبه لها الكثير من أبناء اليمن، وهي أن أعداء الجيوش ، قاموا بتطبيق دعاية المقاتل ، في اليمن بأساليب يندى لها الجبين ، وتثير الحرقة ، في نفس كل مواطن حر شريف، وتبعث الغيرة، لدى كل رجل عظيم،وتثير الحماس ، لدى كل انسان ، وطني غيور على دينه وجيشه ومجتمعه، وأهم هذه الأساليب هي الأساليب الداعائية التالية:
أ ـ أسلوب النكتة: مثل ، علي عسكري ، وعلي بطانية،و.......الخ .
ب ـ أسلوب السخرية والاحتقار والتشوية والتحطيم المعنوي المدروس، مثل : جيش الجندرمة، والجيش الحافي، وأمن فاطمة ،..........الخ.
ج ـ الأسلوب الشعري القاتل مثل: عسكري بليد للأذى فطن كأنما الشيطان للطغيان رباه.. وكذلك الزوامل الشعبية ،مثل :
قد قلت لك لا تعشقي العساكر يومين ثلاث وقال أنا مسافر........ الخ.. فهذه من الأساليب الدعائية القاتلة ، التي تحرمها وتجرمها كل الاتفاقيات الدولية ،العسكرية والسياسية، وتدخل قانونا تحت المادة (56)من اتفاقية جنيف التي تحرم الاساءة للجيش والمجتمع الخصم). لقد كادت هذه الأساليب بتأثيراتها المعنوية القاتلة، أن تطمس العقيدة الوطنية ، لدى المواطن اليمني ، وتشككه في ايمانه بالله ، وأحدثت شرخا لا يرتقع ، في المجتمع اليمني، بصورة عامة ، وعداء ملتهبا وحقدا دفينا في الجيش والمجتمع بصورة خاصة،بل لقد أصبحت تلك الأساليب الدعائية القاتلة، عقيدة راسخة لدى أبناء المجتمع اليمني، فالعسكري في نظرهم ، مهما كان يحمل من مؤهلات عسكرية أكاديمية، مازال يتصف في نظرهم بالحماقة والغباء، والجيش اليمني الذي يتربع على المرتبة الثالثة ، في الجيوش العربية ، والثالثة عشر في الجيوش العالمية، من عام 2000م وحتى عام 2010م مازال البعض ، يعتقدون انه جيش غير وطني، بينما رجال الصحافة والاعلام ، الذين هم أنصار الجيش في المفهوم الصحيح، يتبرعون بالاساءة للجيش ، أكثر من الاساءة للعدو،أما باقي أبناء الشعب فهم لا يعلمون أن التضامن مع الجيش واجب ديني ووطني، حتى كتابة هذه السطور......... / باحث في الشؤون العسكرية والامنية
الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والامنية / احمد عمر الاهدل