نشرت في:
الأحد، 5 مايو 2013
9:53 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز
الفجور في الفجر وصواريخ الفجر.. تل الربيع وأبناؤها!!
الفجور في الفجر وصواريخ الفجر.. تل الربيع وأبناؤها!!
الاحد 05-مايو-2013م
بلقيس نيوز - بقلم نارام سرجون
لم أعد أكتب لأفسر الأشياء ولا
لأشرح للناس ولا لأتخاصم معهم.. بل صرت أكتب لأحرض الناس ويحرضوني.. وأريد أن أضرم
النيران في جليد القطب الشمالي والقطب الجنوبي.. فلم يعد الزمن زمن الشروح
والتفاسير.. بل إنه زمن التحريض.. وزمن الصدمات.. وزمن جيلنا الذي سيهدم مقامات
الحرية المقدسة ولاهوتياتها وتماثيلها..
لم أعد أكتب لأوزع أكواب الماء
على الظامئين في المقاهي لأن من كان قعر عقله مثقوبا ولا يرتوي من جداول الكلام
وعيونه فلن يرتوي ولو سكبتم فيه نهر الفرات ونهر النيل..
ولم أعد معنياً بأن أغسل براحتيّ
تلك العقول التي تتمرغ في الوحل.. فما نفع الاستحمام لمن كان الطين فراشه ولحافه
وطعامه.. كما الخنازير؟!.
وبالطبع لا يعنيني أن أزرع الورد
في عقول لا تعمل إلا كالمراحيض.. ليس لها عمل إلا ابتلاع القاذورات والكلام الثوري
النتن كاملا دون اعتراض ودون تفكير حتى لو كان التهليل لجيش العدو.. وتسمي نفسها
حواضن الثورة.. ولا يزور تلك المراحيض الثورية إلا الانكليز والأمريكيون
والفرنسيون والأتراك ليفرغوا بطونهم الاستعمارية.. حتى أهل الخليج صارت لهم
مراحيضهم السورية.. ومراحيضهم في غزة.. واسألوا مراحيض الرؤوس في حماس التي تلقت
أول "الغيث" من مبادرة مبادلة الأراضي من تحت عباءة أمير قطر.. الذي
أفرغ بطنه على أصيص رأس خالد مشعل وإسماعيل هنية.. واللذين مهما تحذلقا بالألفاظ
الرافضة فلن يفعلا إلا ابتلاع كل ما أفرغه بطن أميرهم في بلعومهم.. حتى آخره!!.
ليست أهوال الحرب ما عقد ألسنتنا
بل أهوال الكلام وفجور اللغة وانحطاط العقل وحفر الخيانات في وجه الأخلاق كحفر سطح
القمر على وجه القمر.. وأرعبنا أن نعرف أن قصر الأخلاق الذي نعيش فيه ما هو إلا
كهف من كهوف تورا بورا.. وأن عقول بعض العرب مثقوبة مثل الجبنة السويسرية..
فجور اللغة نسمعه من يوسف
القرضاوي.. فالرجل ينكح اللغة أيضا كما كان ينكح الصبايا والعذارى.. وهو يطارحها
الغرام ويضاجعها كما يريد وفي كل الأوضاع وعلنا على منبر المسجد.. يضاجعها في
وضعية الثورة ووضعية الدين ووضعية المقاومة وبعد ذلك وضعية إعدام الناس والزعماء
ثم وضعية الدعاء والشكر لأمريكا.. إن خطب يوم الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب حوّلها
الشيخ إلى منصة لبورنو اللغة وبيع لجسدها وفيها من التحريض على القتل والترحيب
بالغزاة ما يثير التحريض الجنسي لا يضاهيه المشهد الساخن للثورجية لودا بيطار مع
عشيقها الثورجي أحمد الحمادي..
فجور اللغة هو الذي يجعل مثقفين
عربا يتحدثون عن السيد حسن نصر الله بأسوأ مما يتحدث به عنه كتّاب يديعوت أحرونوت
وهآرتس.. لكن كتّاب يديعوت أحرونوت وهآرتس ينصفون الرجل ويصفونه بالعدو الخطير
والصادق والعبقري.. وهو هدف الاغتيال الأول لإسرائيل وأمريكا.. فيما يتسابق مثقفون
عرب لتخوينه واتهامه بأبشع الصفات.. ويطلقون عليه النار يوميا بغزارة من بين أعمدة
الصحف ويغتالونه كل يوم.. لأنه يرعب إسرائيل.. ويرعب تل الربيع (تل أبيب).
لكن أفجر أنواع الفجور هو
التهليل لضربات عسكرية إسرائيلية لمواقع سورية.. والتبشير بالقادم والتبشير بحرب
كبيرة تسقط سورية.. ولكن تذكروا أن الفاجر شخص لا يتمتع بذكاء بل بتهور.. والفاجر
لا يعرف إلا أن يرضي غرائزه ولا يعمل عقله إذا تحركت غرائزه.. وأعضاؤه الحميمة..
المعارضة تحوّلت إلى غرائز ومسلسل بورنو سياسي مثير للغرائز.. وتحولت بسرعة إلى
أكثر جزء مثير للخجل والعار في كل تاريخنا على الإطلاق.. ولا أدري كيف سنكتب عنها
في المستقبل دون أن نتصبّب عرقا وحرجا وأن نصاب بالإذلال من أبنائنا القادمين
لأننا لا يمكن أن نستولد هذه المعارضة حتى بالزنا.. هزيمتنا الأخلاقية مجلجلة من
أننا أنتجنا عارا اسمه معارضة تهلل للاعتداء علينا من قبل إسرائيل التي تنكح العرب
على سرير الخيانة منذ عقود.. معارضة تقول إن إسرائيل أرحم من الوطن وأبناء الوطن..
تستحق أن يقال عنها إن تربية التماسيح كان أجدى للوطن من تربية هذه المعارضة.
في هذه الساعات يعتقد الفاجر أن
دمشق قد تهتز من اعتداء إسرائيل في الفجر.. والفاجر لا يعلم على الإطلاق أن
القيادة العسكرية السورية والجيش السوري سيكون لها كلام آخر.. هذا الهدوء هو هدوء
يسبق كلام الحكيم.. والحكيم هو من يتروى ويهدأ وينظر حوله ويقيس المسافات.. قبل أن
يقفز.. لا تقفزوا في الهواء قبل أن تنظروا أين تضعون أقدامكم.. ولا تقفزوا إلا إذا
كانت قفزتكم ستضعكم على عنق إسرائيل.. عندها استعدوا لوثبة كبيرة.
أقدامنا لا يجب أن تأخذنا إلا
إلى حيث عنق إسرائيل.. وحذاء الجيش السوري، وحذاء حسن نصر الله.. يقتربان من عنق
إسرائيل ومن فمها.. بعد أن ركل الجيش السوري قفا إسرائيل في القصير وفي الغوطة..
واحترق قفا إسرائيل في الغوطة بغطاء ناري سوري.. ومن أجل هذا كان هناك لقاء هام
جدا منذ أيام بين سورية وأصدقائها وحلفائها بسبب معطيات عن لقاء (سري) لمحاولة إنقاذ
الثورة السورية التي تتعرض لهزائم متلاحقة وانهيارات غير مسبوقة..
فلا تفرحي يا ثورة العار..
والهوينى يا أم الثورة.. يا تل أبيب.. لا تفرحي كثيرا.. يا تل الربيع.. يا أم
الربيع..
أبناء الربيع يسحقون.. وأمهم
تحاول إنقاذهم.. فمن يساعد أم الربيع؟؟.

