أخر الاخبار
نشرت في: السبت، 8 يونيو 2013 8:11 م
نشرت بواسطت ©بلقيس نيوز

آخر الدواء الكي.. البديل السوري الروسي إذا فشل "جنيف 2"..؟


آخر الدواء الكي.. البديل السوري الروسي إذا فشل "جنيف 2"..؟


آخر الدواء الكي.. البديل السوري الروسي إذا فشل "جنيف 2"..؟

السبت, 08-يونيو-2013م

المحرر السياسي ل"جهينة نيوز" 

ليست مصادفة أن يأمر الرئيس فلاديمير بوتين القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية، وعلى نحو مفاجئ من على متن طائرته وهو في طريق عودته من قمة بريكس، بإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق في البحر الأسود، كاختبار مفاجئ للكفاءة القتالية للقوات الروسية، بمشاركة 36 سفينة وسبعة آلاف جندي من قوات الانتشار السريع ومشاة البحرية والقوات الخاصة التابعة للأركان العامة، فضلاً عن 250 سيارة مصفحة و50 مدفعاً من مختلف العيارات و20 طائرة ومروحية قتالية.

 وليست مصادفة أيضاً أن يطمئن بوتين شخصياً من سيرغي شويغو وزير الدفاع وفلاديمير غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة عن سير التدريبات الإستراتيجية التي تجريها الأساطيل الحربية الروسية في البحر المتوسط بمشاركة 20 سفينة حربية وثلاث غواصات إحداها ذرية، وتحليقات الطائرات الإستراتيجية فوق البحرين الأسود والبلطيق وبحر النرويج والمنطقة الشمالية الشرقية للمحيط الأطلسي.

فالرسالة الروسية بتكثيف المناورات العسكرية واختبار أسلحة تكتيكية وإستراتيجية في أكثر من بقعة في العالم باتت واضحة ولم تعد تخفى على أحد بل إن لها عشرات الدلالات، إذ وبعد الهزيمة الأمريكية النكراء في العراق وخسارة واشنطن معركتها المزعومة "الحرب على الإرهاب" في أفغانستان وانحسار نفوذها في المنطقة والانهيار الاقتصادي الذي تواجهه، ومحاولتها تعويض هزائمها تلك بإشعال حروب مذهبية وفتنوية عبر عملائها "ثوار الربيع العربي"، نهض العملاق الروسي بما يملك من قوة ومن تحالفات عسكرية واقتصادية للقضاء على هيمنة القطب الواحد الذي قادته الولايات المتحدة ردحاً من الزمن وخاضت من خلاله حروباً خلّفت كوارث وويلات تخجل منها البشرية جمعاء.

ولعلّ ما حدث في الحرب على سورية الممتدة منذ عامين ونيف، يعدّ المثال الأوضح لتنامي النفوذ الروسي الباحث عن الأمن والاستقرار الدولي، وتكريس كل إمكاناته لتحقيق هذا الاستقرار، مقابل سلسلة الحروب العبثية التدميرية التي أشعلتها واشنطن وكان من نتائجها تصاعد الإرهاب والتطرف وعمليات القتل والتفجير التي لم تنجُ منه أمريكا نفسها.

إن استقرار سورية بوعي الساسة الروس هو استقرار للمنطقة برمتها، ومواجهتها المتواصلة للفكر الإرهابي المتطرف يشكل حماية للمنطقة من هذا الإرهاب الأسود الذي تقف واشنطن وإسرائيل في طليعة داعميه، وقوتها وشجاعة قيادتها تعني أن الكرملين يعوّل كثيراً عليها، وليس غريباً أن يدافع عنها ويفتح لها مخازن ترسانته العسكرية، ويمضي معها في معركتها السياسية والدبلوماسية بل ربما العسكرية حتى النهاية.

فأن يخاطب الرئيس بوتين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مهدداً: إذا منعتم أي سفينة سنرسلها وضربتموها بالصواريخ فاعلموا أن حرباً ستقع بين روسيا الاتحادية وتركيا.. وأن يحذّر بوتين أيضاً رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أي عدوان على سورية، لأنه قد يواجه برد روسي، فإن ذلك يعني أن موسكو جادة في تهديداتها.

وأن تُجري القوات العسكرية الروسية والسورية مناورات مشتركة لاختبار صواريخ بحرية من نوع "شايخوم" المضادة للبوارج الحربية، وأن تزوّد سورية بصواريخ متطورة مضادة للسفن من طراز "ياخونت" الذي يصل طوله إلى 6.7 أمتار، ومداه إلى 290 كم، وهو قادر على منع فرض أي شكل من أشكال الحصار البحري على سورية، وقبلها صواريخ "اسكندر"، وتالياً منح سورية طائرات "ميغ 29" حديثة، فإن ذلك مؤشر على أن الكرملين ماضٍ في خطة تسليح سورية، مهما كانت الظروف والنتائج والتحولات.

وأن تُجري روسيا تجربة لإطلاق صاروخ إستراتيجي من نوع "توبول"، وفي الوقت ذاته يتحرك الحليف الكوري في بيونغ يانغ للتلويح بضرب المصالح الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية، فإن ذلك يؤكد أن حرب استعراض القوة قد بدأت.

حتماً.. نحن هنا لا نبشّر بالحرب أو ندعو لها، بل نؤكد أن روسيا سخّرت كل جهودها لإخماد الحريق الذي أشعلته واشنطن في الشرق الأوسط وتحديداً في سورية، ولم تترك أي خيار لحل الأزمة سياسياً بدءاً من الدعوات والمبادرات الفردية مروراً ببعثات الأمم المتحدة وصولاً إلى "جنيف 1"، غير أنها لن تتوانى عن خوض حرب للدفاع عن مصالحها في المنطقة، وأن أبواب ترسانتها العسكرية المواربة هي إنذار أولي للولايات المتحدة وأذنابها في أوروبا والمنطقة بأن بديل فشل الحل السياسي هو التوجه إلى حل الأزمة بالقوة، وستكون "جنيف 2" الفرصة الأخيرة للدول المتآمرة لمراجعة سياساتها التصعيدية.

إن التوجه السوري الروسي، بعد نفاد صبرهما من تنصل الأطراف الأخرى من وعودها بتحقيق السلام وإرساء الحل السياسي، ذاهب باتجاه "آخر الدواء الكي" وهما قادران على أكثر من الكي، وعلينا أن نتوقف ونتذكر ملياً أمام ما قاله بوتين لأوباما خلال لقائهما الأول بعد فوز الأخير بالرئاسة بأنه لن يحصل في سورية ما حصل في ليبيا بأي حال من الأحوال، لنعلم إلى أي مدى ذهب التحالف الروسي السوري؟!!





0 التعليقات for " آخر الدواء الكي.. البديل السوري الروسي إذا فشل "جنيف 2"..؟ "

اترك الرد

اضف تعليقك او رأيك على ما نشر أعلاة :



اتصل بنا وراسلنا بالاخبار والاقتراحات والانتقادات فنحن دوماً في خدمتكم

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أخر أخبار بلقيس

Google